الحقيقة الاولى: التي لا يرقى اليها شك إن كل مجتمع كان في عصره مجتمعا عصريا، فمجتمع القرن الاول كان عصريا بالنسبة لما قبل الميلاد وهكذا...
* والحقيقة الثانية: إن التغيير الذي يطرأ على المجتمعات لا يصيب جوهر الامور إطلاقا، بل هو تغير فكرى وعملى وسياسى واجتماعى، ولكنه يستحيل إن يفترق عن أي مجتمع سابق أو لاحق من جهة موضوع الخطية والقداسة، هذا الموضوع روحى محض، والروح ابدى خالد لا يخضع للزمن ولا للتطور بل هو خارجهما معا.
* والحقيقة الثالثة: انه لا تغيير يمكن إن يطرأ على جوهر الإنسان فغرائزه هى بعينها كما كانت منذ القديم، وطبيعته الساقطة هى بذاتها كما ورثها عن آدم، وتطلعاته الابدية وضميره الالهى، أمور لا تتغير من جيل إلى جيل، إلا بقدر أمانة الإنسان في استخدامها أو تجاهلها.
* والحقيقة الرابعة: أنه حتى إذا أفترضنا جدلا سهولة السقوط وصعوبة الخلاص في هذا العصر، فيجب أى ننسى أنه " حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدا" (رو5: 20) (اقرأ نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا) فليس خلاص الإنسان في يده وحده، ولكنه في يد الله حينما تمتد لتنتشل الإنسان الباحث عن الحق باجتهاد القلب وعزم صادق.
ولعلنا لو طلبنا من شباب هذا الجيل إن يقيم الآن في عمورة وسدوم لما وجد فرقا بينهما وبين أحداث المجتمعات الآن، مع أن اربعين قرنا تفصل بين المجتمعين.
ولعلنا نذكر ايضا كيف كانت القداسة مزدهرة في العصر الرسولى، بينما كان السحر منتشرا بصورة مذهلة، وكانت الاوثان تعبد بطقوس نجسة شائنة.
إذن فلا جديد تحت الشمس، الجديد هو في تخاذل نيتنا كشباب إن نحيا للمسيح، ومن هنا نلتمس المعاذير تحزيرا لضمائرنا حين تنحرف.