عيشني النهارده وموتني بكره"مقوله اقرب الى لازمه كنت ارددها
دائما لكل شخص يحاول نُصحي وارشادي فى الطريق الصحيح ..فقد كانت حياتي مستهتره ،مسرفه،ضاربه بعرض الحائط كل القيم والمبادىء رافضةً لسماع صوت الروح قاتلةً لكل محاوله لاصلاح ماافسدته افكاري محطمةً لكل محاولات الفادي لاصلاح الاناء الفخاري (حياتي) كان اهم مبدأ لدي انه (لافائده) غير مؤمن بما سيحدث بعد الموت.
كنت احاول دائماً اخذ كل ماتصل اليه يداي في الدنيا اشعر دائما ان وقتي قليل ويجب ان استمتع بكل لحظه حتى لاتفوت
.قلبي منفتح بشراهه ونهم لكل الملذات احيا كأولاد العالم واذا حاول احدهم جذبي اصرخ في وجهه"لن اتحول لناسك".
مسيحيا كان لقبي فى بطاقه الرقم القومي
(الديانه مسيحي) وقد كنت لااستحق شرف هذا اللقب ،انكر معناه وقوته ولا اعرف شيئاً عن هذا الدين فابالكاد اعرف اني من المفترض ان اومن بشخص يدعى يسوع المسيح وان دار العباده خاصتنا تدعى كنيسه
وكانت لاتطأ قدماي اياها الا فى المناسبات بالاحرى فى الافراح واما الموت فكنت اتشائم ولا اذهب الا للعزيز وطبعاً لو لدي مصلحه لاقضيها مع احد الخدام او كهنه الكنيسهلمسايره حالي وحرصاً على المظهر الغالي فضلاً عن رؤيه بعض الفتيات في ساحه الكنيسه فلامانع لدي من اقامه العلاقات وبعض التسالي للترويح عن هذا القلب الخالي كنت لاأهتم بشىء او بأحد.سعادتي هى فى ملذاتى ومالى هذا هو ملخص حالي..حاله عدم استقرار مثل التيار ،تاره علو وتاره انخفاض مثل الموج يجرف من حوله فلا مانع من تحطيم غيري مادام مصلحتي ستقضى ولامانع من معرفه الاشرار مادام سأصل الى مُناي في الحال ظللت هكذا سنوات ورا ء سنوات لكن ظل دائماً الى جانبي صديقي العنيد ذو القلب الفريد الذى يحاول دائما ارشادي فى الطريق وجذبى من بعيد مواسياً عائلتي فى كل ضيق مثل النسيم العليل الذى يلطف من حراره اللهيب بعد ان احرق من حولي بنار غضبي وكنت استغرب دائما لما يفعل هذا وماهى مصلحته فهو لم يلاقي مني غير كل مهانه واستهزاء ولم اكن بجانبه ابدا في وقت عوز اواحتياج ظل لغزا قائما بالنسبه الي وكذلك مسأله حبه لربه وحديثه عنه واستهوانه واحتقاره لكل ملذه ..كان يثير استيائى ..حديثه مقتبس من الانجيل لدرجه انى قلت له" لما لاتكن بشير".
ومرت الايام وانتقلت الى عمل حديث
..شركه من الشركات الكبيره ذات الاسم العالي فى الوسط الراقى وتعرفت الى ذوات المقام الرفيع وحفلات الديسكو والبذخ والمقابلات التى لاتخلوا من الخمور مع العملاء وكنت سعيدا بهذا العالم احسست انى مثل بنى ادم أاكل طعام فاخر اجالس الاكابر بعيدا عن المواطن ذات الدخل الضئيل والهم الثقيل.
كنت معتادا ان انظر اليهم وانا من اسفل واتمنى ان اسكن فى البرج العالى واخيراً
صار هذا
..بدأت تتحقق احلامي واصبح من هؤلاء وانظر للعالم من هذاالبرج العالى ولكن لم تدم فرحتى كثيرا فسلسله حياتى عباره عن مشكلات وعقبات الواحده إثر الاخرى حاولت الهرب بالملذات وارضاء الذات....وحدث مالم يكن فى الحسُبان
اكتشفت ان هذه الشركه من الشركات التى تنهب اموال الشعب وترسلها للخارج وتمتص دمائهم و الان ماذا افعل استمتع بالمال الحرام ام اكون احمق واترك هذا لغيري ليستمتع به وبالطبع سيكون هناك مائه واحد على استعداد لتخدير ضمائرهم فنحن نحيا بغابه البقاء بها للاصلح والان علي ان اكون حمامه او ثعلب،حيه ام ارنب هذا المصير علي اختياره.
وعلى الرغم اني لم اترك خطا ولم اصنعه الا ان هناك دائما صوت داخلى يمنعنى ويحذرنى وبالرغم انى احاول اخراسه الا ان هذه المره قدوقعت فى حيره من امري مع ارتياب شديد فقد كانت امي توصينا دائما ونحن صغار وانا بالاخص فانا الاكبر بين اخوتى
"ياابنى المال الحرام مابيدمش ان اخدته انهارده هيكون سبب نهايتك بكره".... لم اجد نفسى الا وانا احاول ازاله هذا الشىء عن صدرى واتحدث مع صديقي عن هذا الامرو اساله الارشاد..............
فرح كثيراا ظن انه وجد داخل الكهف المظلم بصيص من النور اخذ يحاول نفض الغبار عنه والوصول الى اصل وكوه النور لتنقشع الظلمه
..بدأ يسترسل فى الحديث عن الابديه وان الحياه فى الارض وقتيه وكنت اقول كالعاده"عيشني انهارده وموتني بكره"...ولكن حدث شىء غريب....... وكأن الاقدار تصنع لصديقى موسيقاها التصوريه الخاصه لتسانده على تحقيق مراءه.
فبينما كنا سائران نسترسل فى الحديث واذا نعش لميت بجنازه حافله من وراءه مع اقوال متناثره هنا وهناك
" الموت حق وواجب على كل انسان"،"فى الاخر هيستلم وديعته..."، يالهذا الكآبه"اعماله هتقعد له..."ماهذه الحماقه والغباء....!!!
وهل الله ليست لديه اعمال فى الكون غير ان يبحث عن ماذا افعل وماذا اقول واين اعيش وما الى ذلك
................
وبدأت اتحدث مع صديقي بتهجم
"هل تعرف كم شخص يحيا بهذه البلده فى هذه المدينه فى هذا الوطن! .. فى العالم اجمع!... عدد لايحصى ..هل تظن ان عين الله على كل انسان هل يعلم ماذا يفعل كل شخص ..كيف يحدث هذا ..؟! هل ظل الله عاطل بلا عمل ام استقال عن اعماله فى الفضاء ولم يعد له عمل فى ضبط النجوم والكواكب.. وهل سيتفرغ لمتابعه اعمالى الشخصيه ليلحقنى باحدى شركاته فى الفضاء الواسع .. حتى يراقبنى..ماهذا الهراء؟؟!!وان كان هذا صحيحاً وهو يعلم بكل ما افعله ..ف انا اخطئت كثيراا فى حياتى ولا مقدره لشىء على الاطلاق لمحو هذه الاخطاء من ملف حياتى السوداء ثم اين هو الله انني لااراه ..اين هو في مشاكلي وفي سقمي وفي دائي ..اين هو فهو لايكترث لامري ولا يشعر بضيقي او عذابي فهو خلقنا كالدمى فى هذه الارض يلعب بنا صاحب الاقدار ..يري ويراقب ويحرك من الاعالى كمن يشاهد مسلسل ترفيهى ولكن للاسف مسلسل هذه الحياه بعيدا عن الكوميديا فهو تراجيديا حيه تنتهى كالعاده بنهايه اليمه وهى الموت......ياصديقى .."عيشنى انهارده وموتني بكره"
حاول صديقي ان يثنيني عن فكري ولكن بلا طائل وقال لى لاتكن جاحد القلب ولاتقول هذا فهو يهتم لامرك كثيراا فقد نقشك على كفهِ
..واستهزأت به قائلا:"وهل يديه قطعه خشب ام عجينه من الصلصال لينُقَش اسمي عليها؟؟!! وهل ياُتُرى كُتب اسمى بالطباشير ام بالجير ولربما قد نقشه بحبر فاخشى ان يمحى مع الغسيل...فاصير وااسفاه غير منقوش"
رحل صديقي فاقدا كل امل فى نجاتي محطماً عيناه مملؤتان بالدموع حزنا على الدرهم المفقود وانا ايضا بالمثل انطر عليه واتاسف على كل لحظه يضيعها من حياته على مبادىء لا تؤكل الخبز ولا تؤمن معيشه الحياه
..ورجعت الى البيت مصمما ان استغل كل لحظه فى الحياه مهما كان الثمن....ولكن ما ان دخلت من البيت ونظرت فى وجهه امى الحنون ..عاد موضوع الشركه الى الظهور وملأني بالضغوط محتار مابين الضمير وقوه
الاموال وجمال اللذه
..فضلا عن الافكار الشيطانيه التى بدأت بالظهور على الساحه تخبرنى بضروره استغلال الوضع وكشفى لهذه الاسرار والملفات الهامه فحينما اقايض اصحاب الشركه مقابل هذه الملفات التى من شأنها ان تزج بهم فى السجن مباشرةً سوف اصبح بين ليله وضحاها من المليونيرات واصحاب العمارات واحقق جميع احلامى وانتشل عائلتى من دائره الفقر....كل هذا كان يُثار فى داخلي وكأنه بركان موقوت وبنزين سريع الاشتعال ..فى اى لظه سيتم الانفجار.....
لم اجد نفسى الا مستلقيا على السرير وسريعا ما ذهبت فى النوم الاول مره من سنين عديده وكانى فى حاله سُبات او غيبوبه
..لم اكن اشعر بشىء من حولى الا ان الحلم كنت اشعر فيه كأنه حقيقه او رؤيه مزعومه...لا اعلم..ان كان حلم ام حقيقه ..انما اعلم شىء واحد ان ما رايته فى هذه الليله قد قلب موازين حياتى مائه وثمانون.
فقد رايت نفسى فى غرفه بيضاء كالثلج ذات جدران عاليه مليئه بالادراج والرفوف تحدها الدواليب من جميع الحهات بها ادراج مدرجه حسب الايام والسنين مليئه بالملفات لم اتجرا على فتح احداها اولا ثم بدأ ينتابنى الفضول لم اقدر على ضبط ذاتي ورددت جملتى المعهوده
" عيشني انهارده وموتني بكره" ....ماذا سيحدث فلربما اجد شىء استفيد منه فى هذه الملفات ... وبدأت بفتح الادراج...وطلعت اول ملف واذا بى اجد اسمى عليه ..ظننت انها مزحه فى البدايه ولكن ... وجدت تارخ معين وساعه محدده ..لا بل اقول ايضا دقيقه محدده وماذا فعلت فى هذا الوقت.. ولااخُفى عنكم فقد كانت هناك اشياء مشينه بهذا الملف ..وهرعت لاخُفي الملف وبدأت بالبحث عن ملفات اخرى خاصه بي ..واذا بى اجد الادراج ممتلئه بملفات ...بل اقول مجلدات منظمه بالوقت والتاريخ تتحدث بالتفصيل عن امالي المشينه وليست فقط التى صنعتها فى العلن وانما ايضا فى الخفاء..ماذا افعل؟؟!! دخلت فى نوبه من الذهول اقرب الى حاله ضرب من الجنون ..كنت اذهب هنا وهناك احاول جمع الملفات لامحيها فهنا ملفات قديمه من قدم عمرى اشياء تم محوها ونُسي ذكرها..ملفات عن اصدقاء سوء..واخرى شهوى واخرى تجديف على الروح....وغيرها شتائم على كذب على غضب على....إلخ.
حاولت جاهداا ان امسح هذه الملفات وماهو مكتوب ولكن لم يُجدي الامر نفعاً
..كلما مسحتها بالممحاه كانت الخطايا ترجع ثانيةً للظهور وحاولت تاره اخرى بتمزيق الملفات
ولكنها كانت تتجمع ثانيةً وتظهر كأنى فى احدى الافلام الخياليه ا والكرتون ووسط هذا الجنون
.....سمعت خطوات تدنو على مقربةً من باب غرفه الملفات ولم اجد نفسي الا وانا احاول هباءاً ان اخفيها ممسكاً بعدد كبير من الملفات مرتبكاً وغير قادر على حملها مملوء خوف وخجل من ان يراها احد ..واذا انسان يدخل من باب الغرفه في ملابس بيضاء ويقف امامي وجهه مملوء بالسلام يبعث على الطمأنينه ووجدته ينحني ويُمسك بإحدى الملفات الواقعه وحاولت ان انهيه عن فعل ذلك وبالرغم من هذا بدأ فى فتحه وانا اصرخ قائلا:"لا..لا.لا..لا...لاتفعل هذا..لا تفعل هذا.." خائفاً لا بل مرعوباً من رده فِعله عندما يري مابداخل الملفات وما اقترفته من اخطاء فلا يوجد انسان يرحم اخيه الانسان فى هذه الغابه...
وفجأه بعد صمت رهيب ورد على مسامعي ذاك الصوت المُهيب مثل الاجراس بقول مملوء احساس
:"كنت تظن انى لااعرفك وانى قد انشغلت بإداره اعمالى فى الفضاء الوسع ونسيتك..لقد قال لك صديقك انك محخطىء وانا ايضا اقول انا عارف اعمالك اذكر من اين سقط وتب"..محبه ممزوجه بدعوه بحكمه ويا ابوه..شعرت باشياء لااقدر على وصفها بكلمات فى حاله صمت تام وكأنى كمن علت فوق راسه الطيور واخذت اردد بانقطاع فى الانفاس وضربات قلب تسارع بعضها البعض مع عيون جاحظه لرؤيه الرب:"الله...!!.الرب يسوع....!!..انا.." "قد توفيت" هذا ما قد خطر على بالي في تلك اللحظه ..هذه النهايه وسوف احصد مافعلته من اخطاء ماذا سأفعل ..الى اين سأذهب..
واذا بالسيد المسيح يمُسك الملف ويقلب الصفحات ويُقطْر عليها من دمه فترجع الصفحه بيضاء كالثلج
..صرخت قائلا :"كيف تفعل هذا..؟؟!!" احابن قائلاً:"انظر الى كفي إسُمك قد نُقش عليه وليس بحبر او قطعه طباشير إنما بدمي يا ابني...." .
كانت لوقع الكلمات على مسامعي تاثير غير عادى فلم اجد نفسي الا راكعا تحت قدميه وممسكاً برجليه واقول والدموع تنهمر من عيوني مثل مطر السماء وندّاه
:"سامحني ياربي" .
شعرت حينها بالامان والسلام الذى لاطالما بحث عنه ولكن فى اماكن خطأ وسط آبار لاتضبط ماء
.
والآن قد صُلِحَ هذا الكسر في الاناء الفخارى صالحاً الآن لاعلان اسمه فى اللحظه التى قطر من دمه على ملفات حياتي الت صارت بيضاء قائلا لي
:"قد محوت كغيم ذنوبك لا اعود اذكرها..". (5)
صحوت من الحلم فى حاله ميلاد جديد وبدأت على الفور فى اصلاح ما افسدته بعنادي، ذهبت لامي اُقدم اعتذراتي واطلب رضائُها اسفاً على كل ماأ قترفته وعلى كل الم سببته لعائلتي و اسلوبي السىء فى الحياه
...
وعلى الفور اتصلت بصديقي لابشره بهذا التجديد وهو غير مصدق لدرجه ان سأل
:" هل لن تعيد تلك الجمله على مسامعي مره اخرى "عيشني انهارده وموتني بكره" .
فأجبته قائلا
:" لا....لا لن اقول هذا ..بل اقول..يسوع هو امس واليوم والغد