وادى الدموع والبكاء
أيها الأحباء، لا تستغربوا البلوى المُحرقة التي بينكم حادثة، لأجل امتحانكم ... بل كما اشتركتم في آلام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضاً مُبتهجين
(1بط12:4-13
اخى اختى إننا ونحن قاصدين المجد الذي سنذهب إليه بعد قليل جداً، نجتاز الآن وادي الدموع والبكاء. إنها البرية بتجاربها وآلامها، بخسائرها وأحزانها، لكنها أيضاً ببركاتها وتعزياتها. لقد قال واحد من رجال الله عن الآلام التي يرسلها الرب في طريق البرية: إنها ليست بلا سبب فينا، لكن أيضاً ليست بلا محبة فيه.
لقد كان على يوسف أن يجتاز الوادي الذي قيل عنه "انسحاق يوسف" (عا 6:6)، وعندما دخل السجن تم فيه المكتوب "في الحديد دخلت نفسه" ( مز18:105)، ثم خرج من السجن إلى رحب لا حصر فيه، فتعلم بعدها أن الظروف المُربكة في الحياة والتي تبدو أنها ضد مقاصد الله، هي عينها التي تتمم مقاصد الله، فعرف أن الله مسيطر على كل شيء، فقال لأخوته: "فالآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هنا بل الله"
(تك8:45)
ولقد كان أيوب قبل التجربة راضياً عن نفسه مكتفياً ببره الذاتي، وهكذا لم يعرف نفسه مُطلقاً في محضر الله، فكان لا بد له أن يجتاز المرار ويقول: "هكذا تعيَّن لي أشهر سوء وليالي شقاء قُسمت لي" (اى3:7)
وأخيراً بعد نهاية الآلام التي حفرت في نفسه أخاديد عميقة، كانت الفرصة لجريان النعمة وإعلان الله عن نفسه له، فقال: "قد علمت أنك تستطيع كل شيء، ولا يعسر عليك أمرٌ
(اى 2:42)
لقد وضع الله في مكانه الصحيح، ثم قال
عن نفسه: "
أرفض (اى 6:42)
وهكذا وضع نفسه أيضاً في مكانها الصحيح.
لقد اشتاق بنو قورح للوجود في حضرة الله، فقالوا: "ما أحلى مساكنك يا رب الجنود! تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب"
(مز84:1-2)
. لكن كيف تم ذلك؟ لقد قصد الرب أن يجتازوا وادي البكاء، نعم إنه وادي الذل والاتضاع، لكنه أيضاً مكان التمتع بالبركة "عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعاً
(مز6:84)
ولكن الأروع من ذلك أنه تم فيهم المكتوب
"يُرون قدام الله في صهيون"
(مز7:84)فوادي البكاء هو مكان البركة،
لكن الأعظم من ذلك هو الوسيلة ليكون لنا
هنا مكان في محضر الرب.
**********
موضوع: وادى الموع والبكاء 
السبت مايو 21, 2011 5:55 am
